أما البحرين فبرغم إنشاء الدولة لـ "المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية" الذي وزعت عضويته مناصفة بين السنة والشيعة إلا أن الشيعة تجاهلوا ذلك وقامت 80 شخصية شيعية بتأسيس «المجلس الإسلامي العلمائي» سنة 2004 بحجة أن التعامل مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية كمؤسسة حكومية ينطوي على «شبهة فقهية» !!
والمضحك في الموضوع أن أول أهداف هذا المجلس هو: المحافظة على وحدة المجتمع وخدمته! مما يعد ضربة جديدة للوحدة الإسلامية والدستور البحريني الذي يتشدقون باحترامه!وفي العراق مباشرة بعد الاحتلال 2003 قام الشيعة بتقسيم وفصل دائرة الأوقاف إلى الوقف السني والوقف الشيعي رغم انهم المسيطرون على زمام الأمور، وكان هذا حالهم حين طالبو بتقسيم العراق إلى فدراليات شيعية وكردية وسنية، مما يؤكد أن الشيعة ترغب بالانفصال تحت شعار الوحدة!! وليس ذلك بجديد عليهم فبعد تأسيس الدولة العراقية عام 1921 بست سنوات طالب الشيعة بانفصال الجنوب العراق وذلك سنة 1927.
كانت هذه بعض النماذج "الناجحة" في هدم الوحدة وضرب ثوابتها رغم كل شعاراتهم ومهرجاناتهم، أما على صعيد التجارب التي لم تنجح بعد في شرخ المؤسسات القائمة أو إيجاد كيانات شيعية ترسخ الفرقة والانقسام، فعندنا مثال اليمن ومصر وفلسطين، ففي اليمن ها هي المحاولة تلو المحاولة للإنفصال بالقوة العسكرية بحجج طائفية ومبررات شيعية والجميع يرى ويراقب!!
وفي مصر حاول بعض المتشيعة تأسيس "المجلس الأعلى لآل البيت في مصر" في أواخر عام 2004، ولم يتم الاعتراف به رسمياً، رغم محاولاتهم المتعددة، وكانت لديهم نية لمطالبة الأمم المتحدة بحق الإشراف والرعاية على "العتبات المقدسة في مصر"!!
وتكررت المحاولة في فلسطين، فقد تعجل محمد غوانمة سنة 2006 بالإعلان عن تأسيس "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في فلسطين"، لكن ضغوطات حركة حماس جعلته ينهى هذه الفقاعة بعد أسبوع.
إذاً: الثمرة الحقيقية لشعارات الوحدة الإسلامية التي يرفعها الشيعة هي:
1- أنهم لم يقدِموا على تطبيق الوحدة في بلدهم إيران، بل إن واقع الظلم الذي تمارسه إيران على السنة واقع مرير فيكفيك أن تتابع إعلانات الإعدام التي تقام لسنّة إيران أو أخبار اضطهاد علمائهم لتعرف مقدار الكذب والزور الذي يمارسه الشيعة باسم الوحدة الإسلامية، لدرجة أن من مطالب السنة في إيران معاملتهم معاملة اليهود والمجوس الزرادشت الذين يحظون بمعاملة أفضل من معاملة السنة، فيكفى أنهم يملكون حق بناء دور عبادتهم في طهران بخلاف السنة، ولهم مقاعد مخصصة بالبرلمان وليست بحسب أهواء النظام في كل مرحلة.
2- الانفصال والانشقاق وتأسيس المؤسسات الطائفية كلما أتيحت لهم الفرصة.
ونستطيع القول أن شعار الوحدة يرفعه الشيعة لأسباب عدة:
1- إذا كان الشيعة في موطن ضعف فإنهم ينادون ويرفعون شعارات الوحدة الإسلامية، مما يقويهم ويدفع عنهم الضرر.
2- يتم استخدام ورفع شعار الوحدة الإسلامية من قبل إيران لخداع النخب والجماهير العربية والإسلامية في بقية البلدان وتعمل على استغلاله في الدعاية لها وترويج مخططاتها.
3- كما ان الشيعة يرفعون شعار الوحدة الإسلامية في وجوه من يطابهم بإنصاف شركائهم وجيرانهم، خاصة إذا كان الشيعة هم المسيطرون في بلد ما كإيران والعراق فهم يرفعون شعار الوحدة لمنع السنة من المطالبة بحقوقهم ورفع الظلم عنهم.
إذاً المصلحة الشيعية الطائفية هي الفلك التي تدور فيه مسألة الوحدة، فمتى يفهم بعض الحمقى الحقيقة ولو كانوا من حملة الدكتوراة أو كتبة في الصحف والمجلات؟!